نورالدين عمر
لم يتهم تركيا من قبل الكورد بدعمها لتنظيم الدولة الاسلامية -داعش فقط بل ان الذي اتهمها أولا هو القوى الغربية و المسؤوليين الغربيين و كذلك اتهمت تركيا من قبل العديد من القوى و الدول الاقليمية و العربية و الاسلامية بدعهما للتنظيم الارهابي ، و لكن تركيا ترفض هذا الاتهام بشدة.
و لكن هناك جملة من الدلائل تشير الى تورط الاتراك في دعم هذا التنظيم المتطرف و من أهم هذه الدلائل :
1-رغم سيطرة التنظيم المتطرف على المناطق الحدودية مع تركيا خاصة مناطق تل أبيض و منبج فإن اي اشتباك لم يحدث بينها و بين قوات الجيش التركي و لم يحدث أي حادث بين الطرفين . و جميع المناطق الحدودية الموجودة تحت سيطرة داعش هي مفتوحة مع تركيا ينتقل منها مقاتلي التنظيم بكل حرية .
2-العشرات من جرحى داعش يتم معالجتهم في المستشفيات التركية و رغم انتقادات الموجهة للحكومة بشأن هذا الاتهام ألا انها رفضت التحقق من هذه المسألة او انها كانت على علم مسبق بهذا الامر .
3- قام تنظيم داعش بذبح عمال أغاثة و صحفيين غربيين و لكنها أفرجت عن 49 رهينة تركيا عندما بدات هجومها على مقاطعة كوباني الكوردية ، و قد اتهمت وقتها بأنها قدمت أسلحة و ذخيرة لداعش مقابل الافراج عن الرهائن الاتراك .
4- حتى الان ليس هناك اي تحرك تركي ضد داعش رغم ادعاءات انقرة انها سنتضم الى قوات التحالف الدولية ضد هذا التنظيم ،بل انها شددت من حصارها على كوباني و لم تسمح بإدخال اي نوع من الدعم العسكري و اللوجستيي لوحدات حماية الشعب.
5- الحكومة التركية تعيق جهود التحالف الدولي ، فهي لو أردت فعلا ضرب داعش فان تنسيق مع القوات الكوردية و قوات التحالف كافية بعدة مروحيات و طائرات الحربية في الجو و بهجوم قوات كوردية على الارض كافية لدحر داعش و لفك الحصار عن كوباني .
6- تتحجج تركيا بإن قوات حماية الشعب الكوردية لها علاقات مع النظام السوري و لذلك لن تدعمها ، و لكن تركيا لم تقدم اي دعم حتى للفصائل المعارضة السورية الاخر التي تقاتل داعش في العديد من الجبهات و المحاور.
7-تركيا تتحرك حسب مصالحها مع كافة القوى و الدول فهي تحاول خلق توازان في علاقاتها بحيث تستفيد اكبر قدر ممكن من جميع القوى و الدول التي توجد فيما بينها تناقضات و تناحرات ،و لذلك فإن رئيس وزرائها يعلن سنعمل كل ما في وسعنا لمنع سقوط كوباني، لكن وزير الخاجية التركية يعلن بعده مباشرة لن يكون لنا تحرك عسكري على الارض ، كذلك اعلن الاتراك مشاركتهم في التحالف الدولي و لكن بمشاركة اقتصرت على الدعم الاغاثي فقط .مثل علاقاتها مع الفلسطينيين و الاسرائيليين ، فرسميا تدعم تركيا حقوق الشعب الفلسطيني و فعليا لها أفضل العلاقات العسكرية و الاقتصادية مع أسرائيل .
8- اخيرا امام تركيا عدة خيارات و هي لو اختارت مساعدة الكورد و دعمهم فانها ستكسب الكورد و سيؤثر ذلك على مسيرة السلام الجارية بين الكورد و الحكومة التركية و سيدفع هذه المسيرة خطوات مهمة نحو الحل ، و لكن الحكومة التركية لو اختارت التمسك بداعش و اصرت على فرض الحصار و تشديده على الكورد فإن مسيرة السلام مهددة بالسقوط .و بإعتقادي فإن تركيا لو ساعدت الكورد لفك الحصار عن كوباني فأنها ستكسب حليف استراتيجي في المنطقة و سيبدأ مرحلة جديدة في العلاقات الكوردية و التركية .